القائمة الرئيسية

الصفحات

أخبار الاخبار

10 خطوات لتصبحى ام جيدة (فن تربية الاطفال)



ان تربية الاطفال ليس بالمهمة السهلة كما يعتقد البعض ولكنها بعملية تحتاج الى الكثير من الاهتمام والتفكير وحسن التصرف فالطفل كالعجينة اللينة ان تم تشكيلها جيداً لصارت على افضل وضع، ويقع عاتق تربية الاطفال على الام والاب وليس الام فقط كما يعتقد البعض ولكن يكون جانب الام اكثر من الاب بحكم الطبيعة والقدرة على التحمل التى وهبها لها الله.

ومن هنا سوف نتكلم فى هذه النقاط التى ارجو قراءتها بعناية فائقة :
- بعض الارشادات العامة للأم لتربية ابناءها بطريقة جيدة.
- نبذة عن أهمية دور الأم فى حياة طفلها.
- الأم من وجهة نظر الطفل.
- ملاحظات حول تربية الطفل.
- احتياجات الاطفال.
- تعريف الطفل على الدنيا.
- تعريف الحياة العائلية.
- تأثير الام الكبير على البنت.
- دور الأم في بناء شخصية الطفل.
- ابعاد شخصية الاطفال.

اولاً : بعض الارشادات العامة للأم لتربية ابناءها بطريقة جيدة.

- الحب والاهتمام :
بالطبع كل أم تحب أبنائها وتهتم لأمرهم، لكن الأبناء يحتاجون لما أكثر من الحب، وهو رؤية وشعور هذا الحب، قد يعمد بعض الأباء والأمهات إلى عدم إظهار المشاعر أمام أبنائهم خوفاً من تدليلهم، لكن صغارك يحتاجون إلى سماع كلمة «حبيب ماما»، وأبنائك المراهقين يسعدهم ذلك الحضن الصادق. 


الاستماع :
ربما يكون يوم الأبوين مشغولاً ومزدحماً بالعديد من الأعمال، مما لا يسمح لهما بالجلوس مع الأبناء بشكل كافي، لكن هل لا يستحق أبنائنا بعضاً من وقتنا؟.. الاستماع للأبناء أمر ضروري جداً لعلاقة سوية معهم، حاولي قدر الإمكان تخصيص وقت للجلوس مع أبنائك للاستماع لهم فقط، ليتحدثوا معكِ عن أحداث يومهم، أصدقائهم أحلامهم وتحفظاتهم، هم يتكلمون وأنتِ انصتي فقط. 


حددي قواعد :
عملية التربية قد تتطلب منكِ أحياناً أن تكوني الشخص الحازم الذي يقول «لا»، فتحديد توقيت للنوم ومواعيد لألعاب الكمبيوتر وجدول للواجب المدرسي ليست الأمور الأفضل للأبناء، ولكنها مهمة لهم في المستقبل. 


التحفيز الإيجابي :
تقويم سلوك طفلك ليس من الضروري أن يكون فقط عن طريق النقد طوال الوقت، فالأبناء يحتاجون لكلمات التشجيع والإعجاب عندما يقومون بشىء جيد، فلا تترددي في قول «أحسنت» عندما يقوم أبنائك بتصرف جيد، أو عند أداء مهمة بنجاح. 


تماسكي :
التماسك في جميع الأوقات ليس بالشىء الهين، لكن عليكِ بذلك مع الأبناء لتربية سليمة، فمثلاً إذا قررت أن صغيرك يجب أن يذهب للنوم في التاسعة، فعليكِ بالصرامة مع قرارك مهما كلفك، ربما تواجهين معارضة ومرواغة من الطفل، لكنه في النهاية سيستسلم عندما يجدك صلبة كالصخرة. 


اجعلي لنفسك دور في حياتهم :
قد لا تستطيعي التواجد مع الأبناء بشكل فعلي في كل ما يخصهم، لكن عليكِ أن يكون لكِ دور قدر ما تستطيعين، تابعي دائماً خططهم والأحداث المهمة في حياتهم، اذهبي لمشاهدتهم وتشجيعهم في التمارين الرياضية، اصطحبيهم لحدث تطوعي وشاركيهم العمل، ولا مانع من وقت لآخر اصطحابهم وأصدقائهم للنادي أو السينما. 


اتركيهم يتعلمون بأنفسهم :
هل تعلمين القاعدة العلمية «أن لكل فعل رد فعل».. كذلك الأمر مع الأطفال، هناك بعض الأشياء التي لا يمكن تعلمها من خلال الأوامر والتوجيهات، لكن يجب أن يختبروها بأنفسهم، وما عليكِ سوى مراقبتهم من بعيد، فمثلاً إذا كان طفلك لا يسمح لأصدقائه باستخدام ألعابه وكانت النتيجة أنهم تركوه ورفضوا اللعب معه، ستكون النتيجة أنه سيعلم أن الأنانية شىء سيء، وسيسمح لهم باستخدام الألعاب المرة القادمة ليسمحوا له باللعب.


اصنعي أوقاتاً مميزة :
يحتاج الأبناء قضاء أوقات تخلق ذكريات مميزة مع أبنائهم، فقضاء وقت معهم لقص حكاية، قراءة كتاب، النزهة في حديقة أو حتى للعب، لا يكلف شيئاً، لكنه يصنع فارقاً مع أبنائك نتيجة للتواصل بينكم. 


كوني قدوة لهم :
يحتاج الأبناء في سن مبكرة لأشخاص يعجبون بهم ويمثلوا لهم المثل الأعلى والمرجعية، فأبنائك يفعلون مثلك، فلا تحثيهم على عدم الكذب بينما يرونك تقولين شيئاً غير حقيقى لوالدهم في التليفون، افعلي ما تريدين من أبنائك فعله وهم سيتبعون خطاك.

ولتعلم كل أم انها تتعامل مع أثمن شيء في الوجود فمن الخطأ الكبير أن نعتبر عملها بسيطاً ومتواضعاً فالأم الجيدة أعظم وأحن من مائة طبيب ومهندس ومقامها أرفع من مائة معلم ومربي، فهي التي تربي الإنسان، تعلمه الأدب والمعرفة، تعلمه الأخلاق والتواضع، تعلمه البذل والعطاء. فعملها صناعة الإنسان وزرع الحب والفضيلة في نفسه لذا يجب الوقوف أمام هذا العطاء موقف الإجلال والتعظيم. وكذلك من الخطأ اعتبار الأمومة فقط هي حمل الطفل قرابة تسعة أشهر ومن ثم الولادة والرضاعة وعدم الاهتمام بالأمور الأخرى، فلكي تكون الأم أماً بالمعنى الحقيقي عليها تربية الطفل بالمعنى العلمي الصحيح الذي يؤكد عليه الدين الإسلامي الحنيف، حيث يبدأ عمل الأم الحقيقي من الساعات الأولى للحمل وينتهي دورها مع انتهاء فترة التربية الأساسية لأن مسؤولية الأم الأساسية هي صناعة الإنسان. لذا على الأم أن تكون ملمة بالمسائل التربوية الصحيحة والصحية والنفسية والاجتماعية، حتى تتمكن من تطبيقها في تربية ابنها لذا ليس كل أم يليق بها عمل الأمومة وأن المرأة التي لا تفتخر بعملها كأم فمن الأفضل أن لا تتزوج ولا تكون أماً.

ثانياً : أهمية دور الأم .
إن دور الأم في جميع الأحوال مهمٌّ ومؤثر سواء في نقل التراث الاجتماعي أو في التأثير النفسي أو الأخلاقي: فالطفل يضع قدميه على مسرح الحياة بذهن خال من كل شيء فهو كالورقة البيضاء التي لم يدون عليها شيء بعد، وإن أول الحروف والكلمات التي تدوّن هي التي تمليها الأم إنها أول من تجعل طفلها ينطق، فالأم هي أساس انتقال الثقافة إلى الطفل ومن الناحية العلمية هي قائد فكر وعقل الطفل وبالتالي هي السبب في أن يكون ابنها باراً وصالحاً أو فاسداً لذا دور الأم في نقل التراث الاجتماعي أشد وأخطر من دور الأب أو دور سائر أفراد العائلة والمجتمع. وهكذا تنتقل بواسطة الحليب والدم أخلاق الأم وطريقة تعاملها في الحياة اليومية للطفل، فالتربية الأخلاقية تتم عن طريقين: الأولى: التعلم. والثانية: النموذج والقدوة أي من خلال العمل فالطفل يشاهد عن قرب تصرفات أمه وطريقة تعاملها فهو يتعلم منها وهذا ما أثبتته العلوم البشرية من أن الأم تستطيع أن تؤثر أخلاقياً على طفلها فيأخذ منها الثقافة اليومية وخصائص أخلاقه وتبقى ملتصقة بالطفل إلى نهاية حياته.
فالأمهات إذا كن صاحبات أخلاق حميدة يأمل أن يكون الرجال كذلك والعكس صحيح أيضاً فنستنتج أن ارتقاء وتكامل أخلاق المجتمع مرتبط بالتربية الصحيحة للأم لأبنائها وقد أثبتت التجارب العلمية أنه إذا ما كان الأب فاسداً والأم صالحة وعفيفة لا شك أن الطفل سيكون صالحاً وطيباً وإذا ما كانت الحالة عكسية فمن النادر أن يكون الطفل صالحاً.
كما يؤكد قانون الوراثة أن الكثير من تصرفات الطفل نابعة لا إرادياً من تصرفات الأم ومن الناحية الاجتماعية تعتبر تصرفات الأم في مواجهتها للأمور أصلاً وقاعدة للطفل، خوفها، حبها، حياتها، عنادها، حسدها، بعضها، أخلاقها، حبها للآخرين، فالطفل يأخذ منها كل ذلك فصفات الأم النفسية الجميلة والقبيحة تنتقل للطفل وعلى هذا الأساس إن الأم (القدوة) يجب أن تتصرف بحذر أمام طفلها لأنه يلتقط كل شيء وبسرعة.
والنتيجة: إن أساس سعادة أو تعاسة المجتمع البشري هي الأم فإذا تمرضت وأصابها مكروه سيصيب المجتمع والعائلة شتى أنواع الأمراض والفساد الأخلاقي والاجتماعي، وأن سلامتها دليل على سلامة المجتمع وتقدمه.

ثالثاً : الأم من وجهة نظر الطفل .
يعتقد الطفل أن أمه إنسانة محبة حتى إذا ضربته يجب أن يلجأ إليها وإذا كانت عنده شكوى فيجب أن يشكو عندها وإذا ما قام بأي تصرف خاطئ فإنها تسامحه فهو يعتقد أن أمه لا تمل من الحديث معه وتتحمل العذاب والمصائب من أجله فينام عندها قرير العين، يركض ويلعب ويمرح ويعرف جيداً أن هناك عيناً تراقبه بحب، فالأم هي النموذج، هذا ما يعتقده الطفل، إنها النموذج الكامل في الأخلاق وأي تصرف تقوم به هو صحيح وكامل باستطاعتها أن تعرف الصالح من الطالح. لذا ترى الطفل يبدأ بمحاكاتها وأن الكلمات الأولى التي ينطقها ما هي إلا كلمات من عند أمه فهي التي تبعث البهجة والحب والأنس في قلب الطفل.
الأم من وجهة نظر الطفل هي الجندي المدافع عنه إذا ما ضربه أحد يشكو إليها أمره، وإذا ما أصابه مرض سيخبرها بذلك لتعالجه وإذا ما أراد أن يعاقبه الأب سيلجأ إلى أمه.

رابعاً : ملاحظات حول تربية الطفل.
كثير من الأطفال يعتقدون أنهم إذا اخطأوا فالأم ستسامح وهذا أمر صحيح إلا أن ذلك يجب أن لا يؤدي إلى التهاون والتصرف كيفما يشاؤون دون قيود أو ضوابط، فعلى الأم أن تراعي الطفل إلا أن ذلك يجب أن لا يؤدي إلى عناد الطفل ويدفعه إلى تحقيق ما يريد عن هذا الطريق ويجعل الأم تطيعه، ففي هذه الحالة تفقد الأم دورها الحقيقي كأم. فالانضباط في العائلة أمر جيد إلا أنه يجب أن يكون هناك فرق بين الأب والأم فالأب يجب أن يكون النموذج في الحزم والانضباط والأم النموذج في الرأفة والحنان لذا عليها أن لا تكون شديدة وقاسية مع ابنها فالأم منبع وسعادة الطفل وإذا ما غضبت أو تخاصمت معه فالدنيا ستسود في عينيه، ومن أجل تربية الطفل فمن الضروري أن تخاصم الأم ابنها شريطة أن لا تطول مدة التخاصم لأن الطفل لا يستطيع تحمل ذلك.

خامساً : حاجات الطفل.
إن حاجات الطفل كثيرة ومتعددة منها حاجته للمأكل والملبس والمسكن والصحة والحرية وتطبيق العدالة والانضباط والإحساس بالغرور والدلال وقوة الشخصية والمواساة والعائلة المتحدة والهدوء والصدق ومعرفة العالم وعشرات الحاجات الأخرى وقد لا يستطيع الطفل أن يعلن عن حاجاته المتعددة إلا أنها موجودة في كيانه ومن أهمها الملاطفة والمداعبة وحبها وحنانها، لأن ذلك يقوي روحيته ويحسن من أخلاقه وسيؤدي بالتالي إلى النمو الطبيعي وكذلك حاجته لمن يلعب معه لأنه عادة لا يحب الطفل الوحدة والانزواء كما يحتاج الطفل عادة إلى من يستمع إلى حديثه وأن لا تبدو على المستمع حالة الضجر والتعب لأن الاستماع إليه يعطيه الثقة بالنفس ويجعله إنساناً اجتماعياً.
إن تحقيق حاجات الطفل أمر مهم وسليم إلا أن الإفراط في ذلك تجعل منه طفلاًَ ضعيفاً فكلما يكبر الطفل يجب أن يخرج من دائرة المراقبة المستمرة ويبقى تحت السيطرة والمراقبة الشخصية فعلى الأم في هذه المرحلة من حياة الطفل أن تقوم بدور المرشدة أي ترشد طفلها وتدله على طريق الخطأ والصواب وتنقذه من الضلال والضياع لأن الاستسلام إلى جميع متطلبات الطفل ورغباته ونزواته أمر خاطئ كما أننا يجب أن لا نحرم الطفل من كل ما يريد وأن لا نحقق له كل ما يريد بل يجب مراعاة الاعتدال في الأمور وإذا ما أردنا مثالاً على ذلك، فالأم يجب أن لا تسأل طفلها ماذا يريد من طعام حتى تحضر له بل يجب أن تقول لابنها عندنا نوعان من الطعام أيهما تشاء.

سادساً : تعريف الطفل على الدنيا.
أول شعاع ينفذ إلى عقل الطفل ويؤثر عليه سلباً أم إيجاباً هو نور علم الأم وسيتدرج الطفل بمساعدة ذلك الوميض في كشف طريقه في الدنيا وتكوين صورة له عنها لذا على الأم أن تراعي مصالح الطفل ومصالح المجتمع في هذا الطريق وماهية العلاقة التي تربطه بالدنيا الآن ومستقبلاً وكيف يستفيد منها وكمثال على ذلك:
عليها أن تعلمه أن علاقته بالأرض هي علاقة الإعمار والبناء ومع أفراد المجتمع هي علاقة التعاون والعمل المشترك والجاد للوصول إلى ما ينشده من أهداف وأن تعلمه أن هذه العلاقات والروابط لا تعتبر هدفاً وغاية في الحياة بل وسيلة ليس إلا، كما تستطيع الأم في تعريفها الدنيا إليه أن تلقنه بأن بعد هذه الدنيا عالماً آخر أوسع وأرحب وبينهما طريق يربطهما ببعض وبكون العالم الآخر امتداداً لهذه الدنيا ومن جانب آخر على الأم أن توسع من أفق الطفل وتعلمه القدرة على المقارنة والقياس وتجعل ذهنه يحلق في الآفاق لكي يستطيع أن يتصور الدنيا بالنسبة لعالم الوجود كحبة رمل في صحراء كبيرة.

سابعاً : تعريف الحياة العائلية.
تعريف الوظائف والأعمال العائلية يترك عند الطفل آثاراً سلبية أو إيجابية لأنه يعيش في عالم خاص يفكر فيه ويرى من خلاله ويقيم الأشياء به فإذا لمس الطفل أن أمه تعيش بهناء وطمأنينة بجوار بقية أفراد الأسرة فسيحصل هو أيضاً على الراحة النفسية فيما بعد خصوصاً إذا كان أنثى.
لذا على الأم أن تخلق في الطفل هذه النظرة الوظيفية لأن خلق النظرة الواقعية إلى الحياة ونظرة الأم المتفحصة والدقيقة ستحقق السعادة للطفل.


الأم قدوة (أهمية السلوك):
ما يقوم به الطفل من أعمال وأفعال ينشأ من تأثره بسلوك وأرآء من يعيش حوله وما يكتسبه الطفل من أخلاق وسلوكيات تبدأ من حدود الثالثة من عمره وتأخذ بالتدريج شكلاً وطابعاً مميزاً.
فنقول أولاً: إن سلوكيات وتصرفات الأم تجري كالدم في عروق الطفل وتصبغ بلون مميز طيلة حياته فكثير من اللامسؤولية عند الأشخاص تنشأ وتتولد نتيجة لأخطاء الأم وسلوكها السيئ مما يؤدي إلى الشقاء والتعاسة فكم من الأطفال الذين تقمصوا خلقاً معيناً من الأم صار ملكة عندهم طيلة حياتهم ولم يمكنهم إنقاذ أنفسهم منه، فالطفل يمتلك حالة من التقليد ومحاكاة لأفعال الكبار فكل فعل للأم يعتبر مهماً له حتى طريقة كنس البيت وطريقة عمل الأب وكيفية العراك بين الاثنين عند حصول خصومة بينهما، أو في كيفية تحاورهما عند الاختلاف، ولا شك أنه كلما كان الشخص ملازماً له كلما كان تأثيره عليه أكبر ولا يوجد أكثر من الأم التصاقاً بالطفل.
فالطفل يبحث عن قدوة له يتأسى بها ويتعلم منها كيفية الأكل والشرب، اللبس، التحدث، النظافة، وسائر الأمور الحياتية الأخرى فتكون الأم أول أسوة يتعرف عليها نتيجة التلازم الموجود بينهما بصورة طبيعية، فإذن وعين الطفل كالبوابة المفتوحة فهو يرى ويسمع كل شيء وذهنه كالمرآة التي تنعكس فيها صور الأشياء لذا يستطيع الطفل قراءة طريقة تفكير أمه، وما يستنبطه يمكن أن يكون هداماً أو بناءاً لذا يقوم الأطفال بتمثيل آبائهم وأماتهم عندما يكونون لوحدهم في المنزل وهذه حالة تستحق التعمق والتأمل فيها، فالأم يمكن أن تحيي في طفلها صفات الأمانة والصدق والوفاء والبحث عن الحقيقة وحب الخير والحق إلخ... وممكن أن تقتل هذه الصفات لذا فهي العامل الأساس والمهم في هدايته أو انحرافه.
كما يزداد تأثير الأم في الجوانب العاطفية لذا لا يمكن أن نربي الطفل الشجاع إذا كانت جبانة وستترك أثاراً سلبية وسيئة في شخصيته وروحه عندما تفقد توازنها لرؤية حشرة أو فأرة، كما ستقتل الطفل عملياً عندما تعيش في اضطراب وقلق وخوف و كآبة ويأس وضجر من أوهام أو من هذه الحادثة أو تلك وسيتربى الطفل على الاضطراب والقلق وعلى العكس فالأم التي تقاوم اليأس والقنوط وتتعلق بالله تعالى وتؤمن بأن كل الأمور بيد الله وهو القادر على كل شيء فإنها ستربي الطفل سوياً وإيجابياً وشجاعاً.

ثامناً : تأثير الأم الكبير على البنت.
تأثير الأم في البنت يتضاعف ويكتسب أهمية خاصة والسبب هو لأن البنت ستصبح يوماً ما أماً وتسير على الطريق فيجب على الأم أن تكون نموذجاً حسناً وقدوة لها إذا أرادت أن تخلق منها أماً مثالية لأن البنت عادة تقلد أمها في حين أن الولد يقلد أباه وسيترك كليهما التأثير على الطفل.
فالأم يمكن أن تتصرف في المنزل بشكل يجعل البنت لا ترغب في الزواج بتكوين الأسرة والإنجاب والحياة المستقبلية أكثر من أي شيء آخر بصورة تهيئ نفسها لا إرادياً لتقبل مسؤوليات الأمومة لذا من الطبيعي تأثير سلوك الأمهات وتجاربهن في الحياة عليها. فالأم تعلم ابنتها إدارة البيت وشؤونه من خلال تصرفاتها فإذا كانت الأم ذات علاقة واشتياق عند قيامها بواجب الأمومة فيمكن أن تكون البنت نسخة عنها والعكس صحيح فلا ننتظر من البنت أن تكون أفضل من أمها التي تتعامل في حياتها الأسرية باللامبالاة وسوء الخلق والغرور والتعالي على الزوج والتمرد والنكد وعدم الاحترام فستترك كل هذه الخصال إرثاً للبنت.


تاسعاً : دور الأم في بناء شخصية الطفل.
تكتسب الأم أهمية خاصة في تربية الطفل بسبب العلاقة الخاصة والمميزة بينهما لذا عليها أن تضع اللبنات الأساسية في بناء شخصية طفلها المستقبلية.


في البدء نطرح السؤال التالي كيف نريد أن نربي الطفل؟ 

هل نريده إنساناً خاملاً وجامداً أو نريد أن نبني إنساناً متفكراً وفعالاً؟! هل الهدف بناء شخصية صماء وعمياء؟! أو فرد مستقل وحر في التفكير؟! فشخصية الطفل تبدأ بالتبلور منذ اليوم الأول الذي يولد فيه بل وقبل ذلك أي في عالم الرحم، لأن نوع الغذاء والمعاملة في فترة الحمل وتصرفاتها وتفكيرها يترك آثاره السلبية أو الايجابية عليه ويوضع الحجر الأساس في الجوانب الأخلاقية والاجتماعية منذ أيام ولادته الأولى وفي فترة رضاعته وعندما لا يزال غير قادر على التكلم وسيؤثر عليه سلوك أمه وطريقة تعاملها معه في هذه السنين، كما يجب استغلالها بصورة أفضل لتربيته وإصلاحه.

عاشراً : أبعاد شخصية الطفل.
يجب على الأم أن تهتم بجميع جوانب شخصية الطفل من خلال التربية والتهذيب فتربي جسمه من جانب وتهذب روحه ونفسه من الجانب الآخر لأن بناء العقل والمخ يلازم البناء الروحي والعاطفي لأن مسؤولية الأم لا تنتهي عند تهيئة الطعام واللباس والسكن لطفلها بل عليها أن تعلمه دروس الأخلاق والشهامة والعزة لتجعل منه إنساناً صالحاً ومفيداً لمجتمعه ولا ننسى أن أساس الحياة يقوم على الاعتدال والتوازن فيجب أن نربي الطفل المتوازن في جميع جوانب شخصيته العاطفية والجسمية والاجتماعية والفردية ولكي تحفظ سلامة شخصية الطفل وإنسانيتها يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار الملاحظات التالية:
1- لا تجعل حياة الطفل مختبراً للتجارب بمعنى أن لا تطبق رغباتها عليه بل تطبق عليه ما ينفعه.
2- السعي لحفظ تعادل الغرائز الفطرية كالغضب والغرور والطغيان أو صفات أخرى.
3- لا تسمح للطفل بالتعالي والتفاخر على الآخرين بثروة العائلة.
4- عدم تعويد الطفل على أحضان أمه واحتكاره لنفسه لذا يجب إخراجه من حالة الاحتكار وحب الذات.
5- يجب أن تكون التربية على أساس جنس الطفل لذا تختلف تربية البنت عن تربية الولد.



تابعونا وشاركونا بأراءكم واستفساراتكم

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع